في (بحبك آخر حاجة) حمادة هلال بيغني كله زي بعض وربنا يستر ................

حمادة هلال

خاص - حمادة هلال .. صوت غنائي مميز له أسلوبه الخاص وطريقته الغنائية التي ميزته عن غيره من الأصوات الغنائية ..حمادة هلال احدث عريس في الوسط الغنائي استطع ان يصعد بسرعة الصاروخ في عالم الشهرة والنجومية بألبوماته التي حققت نجاحا كبيرا أو أفلامه السينمائية الناقد الغنائي طارق هاشم يتناول بالنقد والتحليل أخر " بحبك آخر حاجة ".

في أولى أغنيات ألبوم "بحبك آخر حاجة" أحدث ألبومات المطرب حمادة هلال والتي حملت نفس الإسم "بحبك آخر حاجة" يقوم الشاعر طاهر كامل بما يشبه استنساخ لأفكار ومفردات ومعان سبق وأن وردت في أغنيات سابقة على جيله (كلمة في قلبي شايلها ليك .. ياللي عمري احلو بيك .. نفسي أقولك يا حبيبي .. واعترف وأنا بين ايديك .. انت اللي قلبي حس بيك .. وحلم عمري لاقيته فيك .. أتمنى ايه يا حبيبي تاني .. كل الأماني لقيتها فيك .......).

فإذا بدأنا بالخطاب الأساسي في النص والموجه إلى الآخر والمنعوت باسم "حبيبي" سواء كان المعني رجلاً أو امرأة كما في تجارب كثيرة أبرزها ما قدمه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في عام 1977 أي ما يوازي 31 عاماً، ومازال الشعراء إلى الآن أو الغالبية العظمى منهم يتعاملون مع هذا الآخر بوصفه ذكراً "حبيبي"، وبالرغم من المتغيرات الطارئة على الشعر العامي المصري إلا أن السادة من مؤلفي الأغاني أو الأكثرية مازالوا في حجرة المونتاج أو بمعنى أدق خارج الصورة الشعرية أصلاً.

ولو تأملنا نص "بحبك آخر حاجة" سوف نكتشف أن النص يخلو من أي عمق على مستوى الشعرية أو على مستوى الجمالي ومن خلال اللحن الذي قدمه أشرف سالم تتأكد الصورة، فالملحن يرتبط بايقاعات سريعة وجملة متتالية وذات مرونة واضحة بصرف النظر إن كانت هذه الجملة تعبر عن النص أم لا، فالمسألة بحسب النص لا تتعدى الحوارية البسيطة التي لا تدفع إلى الجملة الاستكشافية في اللحن، فالملحن يقدم فرحاً مفاجئاً على الرغم من الشاعر الذي دخل في الموضوع بشكل مباشر، ويطرح هاني يعقوب صياغة موسيقية يقتلها الإيقاع، فالإيقاعية الغالبة على الصورة الموسيقية تشعرك باللاتوافق ما بين المكتوب على مستوى النص أو اللحن والرؤية المطروحة، فالمسألة لا تتعدى حالة بوح لا تستدعي كل هذا الصخب أو الاندهاش.

أما أغنية "واقع في شبكتك" فنحن مدينون للشاعر أيمن بهجت قمر بأغنيات رائعة وجديدة أقصد أنا ومحبي الغناء بشكل عام وذلك يرجع إلى دخوله أماكن مختلفة ومتميزة في الشعر الغنائي، ولا ينفي ذلك وجود تجارب عادية لدى الشاعر إلا أن الشاعر أيمن بهجت قمر من هواة المغامرة والبحث عن جديد سواء على مستوى الأفكار أو المفردات وقد ينجح في حالات كثيرة وأحياناً يخيب إلا أنه أحد أركان المشهد الغنائي الجديد.

وفي أغنية "واقع في شبكتك" يلعب قمر على المفردة الشعبية ذات الأثر الكوميدي والخفيف من خلال مفردات الشارع مثل (واقع في شبكتك ـ باخطط وباتكتك ـ مستني اللحظة ألاقيني شبكتك ـ أنا قلبي اتكسر واتبعتر واتفكك وباشوفك جاية باسوق فيها واتلكك ـ وف عز الحر ردان قوي وباتكتك ـ وأنا راضي بالمربي ألاقيني ملكتك) فالكتابة تخضع للحيل الشكلية كما أنها تقوم على حيلة أساسية في الفكرة، فالبطل الأول يظهر في النص بصورة المستعد لبذل كل الحيل والتنازلات حتى يتملك الآخر أو البطل الثاني والذي يظهر في صورته الطبيعية المؤنثة.

وينشغل الشاعر أيمن بهجت قمر بالتقفية كما يظهر لنا في (شبكتك ـ باتكتك ـ ملكتك) وهو شكل نستطيع أن نسميه بغواية القافية، أما القافية كما نرى تعتمد على أكثر من حرفين، فالصبغة موسيقية أكثر منها تخضع لنمط كتابي ويحاول الشاعر من خلالها أن يثبت أنه نموذج لابن البلد المدردح لا على مستوى المضمون بل على مستوى الحضور النصي وفي المقطع التالي مفردات مثل (اتنك ـ واحد قلبه مهنج) وهو ما يعكس ولع الشاعر بهذه المفردات وهي تمثل جرأة تحسب للشاعر.

ويبدو أن حمادة هلال قد أسند لنفسه مهمة تلحين الأغنية، وقد قام بوضع لحن أقرب إلى الرقص الشعبي في إيقاعه إلا إنه يخلو من أي قيمة موسيقية ولا نقصد أن الرقص الشعبي يخلو من هذه القيمة بل نشير إلى الخطأ في التقديم ووضع الأشياء في أماكن غير مناسبة لها كما لا يوجد به أي جمل طازجة تحسب لواضع اللحن، فأغلب الجمل الموسيقية جاءت مسموعة وابنة لأغاني الأفراح الشعبية المستفزة، ولا يستحق اللحن أن تعتبره تجربة لحنية بقدر ما هو حالة غناء خفيف ومجاني، ولا يمكنه أن يضاف إلى التجارب الحقيقية في الغناء، وقد يسيء إلى الموزع محمد مصطفى وهو من الموزعين الجادين في حقل الأغنية أن يضع اسمه كموزع موسيقي على هذه التجربة.

ونأتي لأغنية "مستني ايه" من كلمات جمال الخولي وألحان تامر علي لتقديم النموذج الرومانسي على مستوى الشكل والدرامي على مستوى الموضوع، فالنص يقدم حالة مونولوجية لبطل ظاهر يبحث في مسألة غياب من يحب إلا أنه في خطابه يظهر الحالتين سواء الغياب أو الحضور فيسترجع حاله في غياب ذلك الآخر وكذلك يرصد حاله بعد عودة ذلك الآخر فيخاطبه "مستني ايه" والتي تعكس مدى شعور الراوي بغيابه ومدى تأثره به (مستني ايه ـ مش برضه شايف ولا أنا مش باين عليا ـ مستني ايه ـ ولا انت لازم تبكي قدامك عنيه ـ احضني أكتر من كده طمني بيك ـ ـ من قد ايه غايب وأنا محتاج إليك ـ عوضني عن كل اللي فات ـ أنا شفت في بعادك حاجات ـ إن كان فاضل ساعات وأموت من الخوف عليك).

فعلى الرغم من أن النص يحتوي على مفردات قد سبق واستخدمها كثيرون إلا أن ما يميز نص جمال الخولي هو إحساس النص ذاته والذي يرى في الآخر التعويض الحقيقي عن كافة مايراه من أشياء جارحة (أنا شفت في بعادك حاجات) فالحالة إنسانية بشكل كبير وإلى الآن لم أجد لحناً على مدار أغنيات الألبوم بهذا التماسك والإنسيابية والموجودة في لحن تامر علي فقد أدرك ما في النص من بساطة فذهب يقدم اللحن كمن يتلمس طريق الجملة، فأغلب جمل اللحن تشير في حركة بطيئة مع تجسيد لجمل النص، فالأسئلة المطروحة تبدأ دون صخب وتنتهي من خلال وقفات طبيعية وحتى الجمل الأعلى لا تنفصل عن الحالة العامة في اللحن، وقد وعى الموزع أحمد ابراهيم حساسية اللحن فقدم صورة الموسيقية المناسبة له من خلال توزيعه للحن.

ونأتي لأغنية "محدش بينفع حد" من كلمات ملاك عادل وألحان محمد عبد المنعم يحاول حمادة هلال أن يقدم نموذجاً للأغنية الإجتماعية والتي تخرج عن حيز الأغنية العاطفية، فالأغنية تدور حول فكرة محورها الأساسي البشر أو الناس (محدش بينفع حد ـ محدش بيخاف على حد ـ كل الناس عايزه تاخد ـ ومحدش بيدي لحد ـ مفيش حد قلبه عليك ـ مفيش حد حاسس بيك ـ واللي بيحبك قدامك ـ من وراك بيجرح فيك).

كما نرى أن النص يبحث في أحوال البشر وما يطرأ عليهم من متغيرات والنص يحمل النظرة السلبية إلى المجتمع وهو ما سبق أن قدمه الشاعر بهاء الدين محمد مع المطرب خالد عجاج في أغنية "فيه ناس" والتي صورت الناس أو المجتمع في منتهى الأنانية والنفعية المفرطة (فيه ناس بتحب تاخد كل حاجة مع انها مش محتاجة) مع رسم الصورة الأخرى المعاكسة (وناس بترضى بأي حاجة ف عز ما هي محتاجة) أما نص ملاك عادل يدفع إلى البكائيات اللحنية وهو ما فعله محمد عبد المنعم في تصويره للنص لحنياً، فاللحن يعتمد على الجملة الدرامية في تصاعديتها.

إلا أن اللحن جاء موضوعياً إلى حد كبير، فأغلب الجمل جاءت تعبيرية ومغلفة بحزن في بساطة ودون صوت عال، واتخذ اللحن مسحة أسى تنتمي إلى الحالة الشعبية وتستفيد من الحالة الحكمية في تراثنا الغنائي، ولعل أبرز ما يعبرعن هذا الحزن اللازمة الموسيقية التي تفصل بين المذهب والكوبليهات ويقدم محمد مصطفى اللحن صورته دون أن يفقده حاسته أو ألمه الخاص أما أداء حمادة هلال يعكس صوتاً بسيطاً فقد لا يتمتع حمادة بامكانات غنائية هائلة إلا أن لديه طاقات تعبير لكنه يقع في خطأ كبير قد يقع فيه معظم مطربي جيله ذلك الخطأ يعني أو يتلخص في عدم المقارنة بين أداء الصوت وطبيعة الأغنية، فالأداء لديه لا يمثل النص أو الأغنية بقدر ما يمثل صفة الغناء كما أنه لا يوجد فارق لديه في الأغنية الدرامية من الأغنية الكوميدية أو الفكاهية كلاهما يتفقان وهو ما يجعلك لا تصدقه.

كلاممممممممممممممممم
جميللللللللللللللللللللللللللللل

ربنا يستر